
الحملة الدولیة لأساتذة الجامعات والأکادیمیین فی العالم دعمًا للشعب المظلوم والمحاصر فی «غزة»
«بسم الله الرحمن الرحیم» الحملة الدولیة لأساتذة الجامعات والأکادیمیین فی العالم دعمًا للشعب المظلوم والمحاصر فی «غزة»
أیها الأساتذة، الباحثون، الطلبة، والأکادیمیون الأحرار فی أنحاء العالم:
- إن لم نکن نؤمن بدین، فباسم إنسانیتنا وحرّیتنا؛
وإن کنا نؤمن بدین، فامتثالًا لأوامر الکتب السماویة وتعالیم الأنبیاء؛
وإن کنّا من المسلمین، فاستنادًا إلى الحدیث النبوی الشریف:
«مَنْ سَمِعَ رَجُلاً یُنادِی یا لَلْمُسْلِمِینَ فَلَمْ یجِبْهُ فَلَیْسَ بِمُسْلِم»؛
فمن واجبنا ألا نبقى صامتین ومتفرّجین أمام الظلم التاریخی الواقع على الشعب الفلسطینی، لا سیما الکارثة الجاریة فی قطاع غزة.
- إن الکارثة الإنسانیة فی غزة لیست نزاعًا سیاسیًا أو صراعًا عسکریًا فقط، بل هی انتهاک صارخ ومنهجی لمبادئ القانون الدولی، القانون الدولی لحقوق الإنسان، والقانون الدولی الإنسانی.
- قطاع غزة، الذی یضم أکثر من ملیونی نسمة، یتعرض منذ شهور لهجمات جویة وبریة وبحریة متواصلة من قبل جیش الاحتلال الإسرائیلی. ووفقًا لتقاریر لجنة التحقیق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، ومنظمة هیومن رایتس ووتش، واللجنة الدولیة للصلیب الأحمر، فقد تم توثیق العدید من جرائم الحرب، منها:
· الاستهداف المباشر والمتکرر للمراکز المدنیة؛
· استخدام أسلحة محرّمة أو عشوائیة؛
· قصف المستشفیات والمدارس والمساجد والکنائس ومراکز الإغاثة ومخیمات النازحین؛
· القتل والإصابة والتهجیر الجماعی للمدنیین
- ووفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسی (1998) للمحکمة الجنائیة الدولیة، تُعدّ هذه الأفعال جرائم حرب، کما أن الحصار الجماعی، وتجویع المدنیین عمدًا، والترحیل القسری، تُعتبر بموجب المادة 7 من نفس النظام، جرائم ضد الإنسانیة.
- إن الحصار المفروض على غزة، الذی یمنع دخول الغذاء والماء والوقود والدواء، یُعد انتهاکًا صریحًا للمادة 3 من اتفاقیة جنیف الرابعة (1949) والبروتوکول الإضافی الأول (1977). حیث تنص الفقرة 2 من المادة 14 من البروتوکول على أن "تجویع المدنیین کأسلوب من أسالیب الحرب محظور".
- إن سیاسة التجویع، ونقص الدواء، والمجاعة، وانعدام الوقود ومیاه الشرب، قد أدّت إلى وفاة الأطفال وکبار السن، وانتشار الأمراض المعدیة. هذه الأوضاع لیست فقط غیر قانونیة، بل لا أخلاقیة وغیر إنسانیة، وتؤلم ضمیر کل إنسان حر.
- إن التصریحات الرسمیة لبعض المسؤولین الإسرائیلیین عن "تطهیر غزة" و"القضاء التام على العدو"، إذا اقترنت بنیّة وأفعال ممنهجة، تُندرج تحت تعریف الإبادة الجماعیة بحسب المادة 2 من اتفاقیة منع الإبادة الجماعی (1948).... والإبادة الجماعیة هی التدمیر المتعمّد لجماعة بشریة بسبب عرقها أو دینها أو قومیتها أو جنسیتها، وتُعد من أخطر الجرائم فی القانون الدولی.
- کذلک، فإن مبدأ "مسؤولیة الحمایة" (Responsibility to Protect - R2P) الذی أقرته قمة الأمم المتحدة عام 2005، ینص على التزام المجتمع الدولی باتخاذ إجراءات جماعیة لمنع الإبادة الجماعیة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة، حتى دون الحاجة لموافقة مجلس الأمن.
- ومع ذلک، فإن عالم السیاسة ظل أمام هذه الکارثة المکشوفة والواسعة، متقاعسًا، باردًا، وأحیانًا متواطئًا. وقد أُجبرت العدید من المؤسسات الدولیة على الصمت، أو أصدرت بیانات عاجزة تخفی بشاعة الجریمة المستمرة.
- نحن، أعضاء المجتمع الأکادیمی، وانطلاقًا من مسؤولیتنا العلمیة والأخلاقیة والإنسانیة، نناشد الأساتذة والباحثین والمفکرین فی العالم ألا یلتزموا الصمت أمام هذه الجرائم. لقد آن الأوان لأن تنتفض قوى العلم والحق والأخلاق الجامعیة العالمیة، لتقف سدًا فی وجه آلة الموت والتجویع والاحتلال والإبادة.
- نحن نطالب باتخاذ خطوات عاجلة ومحددة من قبل الحکومات والمؤسسات الأکادیمیة والرأی العام، منها:
· إرسال المساعدات الإنسانیة (ماء، غذاء، دواء، وقود) فورًا ودون شروط؛
· رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر الحدودیة بشکل دائم؛
· ضمان دخول الصحفیین والمراقبین الدولیین ومندوبی حقوق الإنسان إلى غزة؛
· وقف تام لتصدیر الأسلحة إلى النظام الإسرائیلی من قبل الحکومات والشرکات؛
· الاعتراف بدولة فلسطین وحق شعبها فی تقریر مصیره، وفقًا لقراری الجمعیة العامة للأمم المتحدة 242 و194؛
· ملاحقة قادة الاحتلال قانونیًا وجنائیًا أمام المحکمة الجنائیة الدولیة.
- نعلن أن اللامبالاة الیوم لیست موقفًا سیاسیًا؛ بل هی شراکة فی الجریمة. وصمت الأکادیمیین هو إضفاء للشرعیة على الاحتلال والتمییز وقتل الأطفال. ندعو جمیع الأساتذة والباحثین والجامعات فی العالم إلى التوقیع على هذا البیان لیکونوا جزءًا من صوت الضمیر الإنسانی العالمی.
- إن غزة الیوم لیست فقط مدینة منکوبة بالحرب، بل مرآة کاملة لانهیار الأخلاق العالمیة وأزمة تنفیذ القانون الدولی. وإذا بقیت الجامعة صامتة، فلن یبقى للتاریخ شاهد یدافع عن إنسانیتنا.
الأساتذة والطلبة والأکادیمیون فی إیران و العالم